أرفق بحالك لن تعيد الراحل
ولن تسترد أبدا ما طوته البارحة
من يمضي يمضي لا يعود إلى الوراء
هي طريق ونحن جميعا يسعى فوقها

فقصة سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح “سيدنا الخضر” كانت هناك بعض الأمور التى قد ينكرها العقل في البداية ولكن حينما عُرفت الحكمة رضخ العقل واستكان بل ورضي تمام الرضا.

الكثير من البشر لا يقبل الرضى عن نفسه وانما يوجه سهام النقد والانتقاد لنفسه بشكل مستمر، واللوم الدائم،ومحاسبتها بكل صغيرة وكبيرة، والندم على الأفعال واتهام النفس بالتقصير، ومحاولة الوصول إلى المثالية التي لن يصلها أحد أبدا، باختصار (بشر) نخطئ ونصيب كل ذلك من جلد الذات .

أرفق بحالك… ولا تجلد ذاتك
جلد الذات يشير إلى معنَيَيْن:

أ- معنى مادي: وهو إلحاق الضرر بالجسد بغرض اللذَّة والتمتُّع والوصول الى المثالية.
ب- معنى معنوي: وهو الذي يُشير إلى لوْم الإنسان لنفسه أو حِرمانها؛ لارتكابه سلوكيَّات خاطئة.

أرفق بحالك… وتفاءل بالخير

لا داعي لجلد الذات، بل لابد من التفاؤل والاحسان الى النفس، والثقة بالله تعالى، وسعة رحمته، فإن الإنسان في نظر الإسلام كلٌّ متكامل: رُوحًا وجسدًا؛ قال تعالى ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾
وإذا اقتضى الأمر فأمتثل لوصية النبي صلى الله عليه وسلم وبادر بالتداوي.

أرفق بحالك… وأعرف أسباب جلد الذات
أسباب جلد الذات كثيرة تختلف من شخص إلى أخر وأجملها في :
الهروب من الفشل من الحياة العملية ، عدم التعلم والاستمرار على الجهل، الانطباع الشخصي بالانطواء والفراغ، عدم الاستشعار بوجود الأمل وابواب الفرج ، المداومة على التعايش مع الأفكار السلبية، الرضوخ لحالة الخمول وعدم ممارسة الأنشطة الترويحية ، إنعدام الثقة بالنفس والتأثر بكلام الآخرين ، النظر لنجاحات وارزاق الاخرين ومقارنة النفس بذلك ، مصاحبة السلبيين.

أرفق بحالك…وتخلص من جلد الذات
وللتخلص من جلد الذات لا بد من :

1- مشاركتنا لمن يعاني من جلد الذات بإحتوائهم والاهتمامهم بهم.
2- التقرب الى الله سبحانه وتعالى والاكثار من العبادات الجماعية والصدقات.
3- التعرف على نقاط الضعف ومقاومتها والحرص على مسببات التمكين لتفادي جلد الذات.
4- العيش بواقعية بالتعامل مع مواقف الحياة ووزنها بميزان الواقع والمنطق، والابتعاد عن اللوم والعتاب.
5- الثقة بالنفس، ومعرفة أثر جلد الذات بأنه سلبي ويتحول الى مرض نفسي.

أرفق بحالك… وثق بالله سبحانه وتعالى
قال ربنا تعالى في كتابه الكريم ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ ، وقال ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾
أرفق بحالك … فأنت من يسعد ذاتك